إلهنا العظيم ... لقد امتزت عجبا

حمدك من أجل أني امتزت عجبا. عجيبة هي أعمالك ونفسي تعرف ذلك يقيناً"(مز139)

  • الضيقة العظمى ونعمة القدير

رفض مردخاي اليهودي السجود لهامان الرجل الثاني في مملكة أحشويروش لئلا يخالف شريعة إلهه فاغتاظ هامان وقرر إبادة مردخاي وكل شعبه وحدد ميعادا لذلك، وأعد أمرا موقعاً من الملك بقتل كل يهودي في هذا الميعاد فأسرع مردخاي وأخبر استير ابنة عمه وزوجة الملك بالأمر، وانتشر الخبر في أنحاء المملكة فحزن اليهود ودب الخوف في النفوس وطلب مردخاي وساطة أستير عند الملك، ولكنها أخبرته بصعوبة مقابلة الملك دون أن يدعها وأن من يحاول مقابلة الملك دون دعوة منه يتعرض للقتل. تدخل الله بطريقة عجيبة وأعطى أستير نعمة في عيني الملك فرضي عنها الملك عند دخولها إليه ومد لها قضيب الملك فنجت من الموت ودعته أستير لوليمة غذاء.

  • تدبيرات الله العجيبة

أعد هامان الشرير خشبة طولها خمسمون ذراعا (صليب) ليصلب عليها مردخاي وقرر الذهاب للملك صباحا ليطلب الأذن بصلبه عليها ولكن الله العجيب في تدبيره أطار النوم من عيني الملك فقام من سريره وطلب كتاب تاريخ المملكة وقرأ فيه، وعرف أنه نجى من الموت بسبب إبلاغ مردخاى عن مؤامرة لقتله، وفي الصباح دخل الشرير وقبل أن يطلب الإذن بقتل البار أوكل إليه الملك مهمة تكريم مردخاي اليهودي؛ فاغتم وتحسر وقام مضطرا لتنفيذ الأمر، ولما علمت زوجته تكريم زوجها لمردخاي أدركت أنه  في خطر فقالت له:"إذا كان مردخاي الذي ابتدأت تسقط أمامه من نسل اليهود فلا تقدر عليه بل تسقط قدامه سقوطا".

  • سقوط الشرير

حضر الخصيان يطلبون سرعة حضور هامان  للوليمة التي أعدتها أستير للملك، ولم يعلم هامان نية أستير بكشف شره للملك، وبعد الوليمة طاب قلب الملك لأن الله أعطى أستير نعمة في عينيه فقال لها:"ما هو سؤلك يا أستير الملكة فيعطى لك..." فتشددت أستير بالله وأجابته قائلة:" أن كنت قد وجدت نعمة في عينيك أيها الملك، وإذا حسن عند الملك فلتعط لى نفسي بسؤلي وشعبي بطلبتي..." عنئذ غضب الملك جداً لأنه علم بمؤامرة هامان ضد الملكة وشعبها، ولما رأى الخصيان عضب ملكهم تقدموا واقتادوه للقتل، ولكن الله العجيب قي عدله جعل أحد الخصيان يخبر الملك بالخشبة التي نوى هامان أن يصلب عليها مردخاي فأمر الملك أن يصلبوه عليها، وأعطى الملك خاتمه الذي أخذه من هامان لمردخاي ووهبه سلطانا ليبطل أي مؤامرة ضد اليهود. ولما جاء الميعاد الذي حدده هامان لإبادة اليهود كان شعب الله  في سلام مرفوعي الرأس ممجدين من الجميع.

  • المدبر عجباً

دبر الله أمورا عجيبة متناسقة تعمل معا لهدف واحد وهو إفشال مؤامرة هامان الرديء وتحويلها لخير شعبه وتمت إرادة الله رغم قوة العدو وجبروته وحنكته في تدبير شره

  • كتابك المقدس يشهد بكثرة عجائبه

لقد شهدت أسفار الكتاب المقدس عن أعمال الله العجيبة لحفظ ورعاية وتدبير حياة أولاده فحياة ابراهيم واسحق ويعقوب وداود النبي ودانيال وإيليا وأليشع مليئة بالآيات والمعجزات التي تشهد لقوة الله ومن يتتبع رعاية الله لشعبه في أرض مصر وإنقاذه لهم من بطش فرعون وضربات الله العشر لفرعون وأعوانه ومعجزة شق البحر الأحمر وعبورهم للبحر وحفظه لهم في البرية يدرك أن إلهنا هو إله العجائب. وسفر أعمال الرسل يشهد كيف أتى ملاك الرب وأخرج بطرس من سجنه بعد أن سقطت قيوده الحديدية عنه وانفتحت له أبواب السجن من ذاتها أما بولس وسيلا فعدما كانا يصليان وهما مسجونان في فليبي حدثت زلزلة فكت قيود كل من السجن.

  • عجائبك تلازمنا في الشدائد والضيقات

ارتبطت الضيقات بأعمال الله العجيبة والعظيمة فكلما اشتدت الضيقات على أولاد الله كلما كثرة آيات وعجائب الله لانقاذهم وحينما لا يكون هناك مخرجا من الشدائد يصنع الله عجبا ومازال إلهنا يصنع الآيات والعجائب في كنيسته وفي حياة أولاده ويدرك من يرجع لتاريخ الكنيسة في عصورها القديمة أو الحديثة ما أدركه داريوس عن عظمة إله دانيال. لقد شهد الملك لإله دانيال الذي أرسل ملاكه ليسد أفواه الأسود قائلا لكل شعوب مملكته:"من قبلي صدر أمر بأنه في كل سلطان مملكتي يرتعدون ويخافون قدام إله دانيال لأنه هو الإله الحي القيوم إلى الأبد، وملكوته لن يزول وسلطانه إلى المنتهى. هو ينجي وينقذ ويعمل الآيات والعجائب في السماوات والأرض هو الذي نجى دانيال من يد الأسود"

اعلم أن

إلهنا العجيب في قديسه لن يتركنا أبدا بل ستظل عجائبه معنا كل الأيام إلى انقضاء الدهر. فلنتكل إذاً عليه، ولنسلم له أمرنا في ثقة، ولا نخشى إذا اشتدت التجارب والضيقات لأننا حينئذ سندرك أن عجائب خلاصه آتية لامحالة. فياليتنا ننصت في ثقة لموسى النبي وهو يخاطب شعبه قائلا:"لا تخافوا. قفوا وانظروا خلاص الرب الذي يصنعه لكم اليوم..."