بطريركية الأقباط الأرثوذكس

كنيسة القديسة العذراء مريم

فانكوفر كندا

مايو 2011

مريح التعابى الحنون

"تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم" (مت 28:11)

   قتل داود جليات وخلص شعب الله من عدوهم القوي فأحبه الجميع لإيمانه القوي وشجاعته النادرة ولكن شاول الملك  غار منه وأخذ يطارده حيثما ذهب بل حاول قتله مرارا كثيرة  فهرب والتجأ  إلى مغارة في البرية  فلما سمع إخوته وجميع بيت أبيه نزلوا إليه إلى هناك واجتمع إليه كل رجل متضايق وكل من كان عليه دين وكل رجل مر النفس فكان عليهم رئيساً ومدبراً وكان معه نحو أربع مئة رجل.

اجتمع الناس حول داود في البرية لأنهم وجدوا فيه إيمان بالله وقوة وحكمة إلهية تؤهله لقيادتهم وشعروا معه بالأمان لشجاعته النادرة وإخلاصه لكل أحد. تركوا المدن العامرة وفضلوا العيش معه في الصحراء لأنهم استراحوا في العيش معه وظل داود محبا ومحبوبا من الجميع مريحا للمتعبين ومنصفاً للمظلومين وظل شاول يطارده ولكن شاول مات وهو يحارب الفلسطينيين وحان الوقت المعين من الله ليملك داود بدلا منه واستراحت المملكة كلها في مدة حكمه ولكن داود شاخ ومات هو أيضاً وظل الشعب جيل بعد جيل ينتظر ملك آخر من نسل داود يستريح فيه الجميع حسب وعد الله لأنبيائه.

وجاء ملء الزمان وحقق الله وعده للبشرية المتعبة وأرسل ابنه الحبيب  يسوع  مولوداً من القديسة العذراء مريم ليجلس ملكاً للأبد على كرسي داود أبيه. والتفت حوله الجموع الكثيرة التي وجدت فيه راحتها. التف حوله المرضى من عرج وعسم وعمي والتف حوله المصروعين والمذلين ممن بهم أرواح شياطين وأيضاً الخطاة البائسين المنبوذين من المجتمع والبسطاء المساكين الذين وجدوا فيه غناهم وشبعهم. لقد تحققت فيه نبوة أشعياء النبي القائلة: "وروح الرب علي  لأنه مسحني لأبشر المساكين أرسلني لأشفي منكسري القلوب لأنادي للمأسورين بالإطلاق وللعمي بالبصر وأرسل المنسحقين في الحرية وأكرز بسنة الرب المقبولة" ولكن رؤساء الكهنة والفريسيون  حسدوه  وأسلموه للأمم الذين صلبوه إرضاءً لهم ومات الرب لكنه قهرالموت وقام منتصراً ليمتد ملكه من أقصى الأرض إلى أقصائها ولتجد فيه البشرية المتعبة راحتها بل وسعادتها.

لقد وبخ الرب شعبه قديماً لأنهم تركوه مع أنه  هو ينبوع الماء الحي وذهبوا ليحفروا لأنفسهم آباراً مشققة لا تضبط ماء والآن يرهق الكثيرون أنفسهم كثيراً في البحث عن مخرجاً من ضيق وهم العالم ولكن دون جدوى. يضيعون وقتهم الثمين في ترقب ما حولهم من أخبار سيئة.  يحللون ويستنتجون ما تلتقطه آذانهم وعيونهم من أحداث لعلهم يستنبطون ما يخفيه الغد وبينما يرهقون أنفسهم تزداد مخاوفهم  ويزدادون ضيقا فوق ضيق وهما فوق هم ولكن أولاد الله يعرفون أن ملجأهم هو الرب يسوع مريح التعابى فيا من تعاني الضيق والكرب لماذا لا تلجأ لله  بالصلاة  ولماذا لا ترفع له نفسك فتكون كالرضيع بين يدي أمه الحانيتين ولماذا لا تشتاق نفسك للالتصاق به لترتوي وتشبع بفيض نعمه وسلامه الذي يفوق كل عقل  فاهرع  إليه يا أخي لأنه  ينتظرك وثق بما عنده لك من وعود وأخبار طيبة تسمن وتروى عظامك.  وثق أنه قريب  لكل من يطلبه أو يدعوه.